تتصدر القضية الفلسطينية، أعمال الدورة العادية الحادية والتسعين لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، التي بدأت أعمالها اليوم في مقر الجامعة العربية.
ويضم مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في عضويته كلا من: فلسطين، ومصر، والسودان، والصومال، وموريتانيا، والأردن، وسوريا، والعراق، واليمن.
وقد افتتح الدورة سفير موريتانيا في القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية السفير محمد ولد الطلبة، بكلمة أكد فيها على أهمية دعم مسيرة المجلس ومساهماته في العمل العربي المشترك.
وقال: نحن مهتمون كثيرا بمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، فهو له إسهامات في التنمية والسياسات المتصلة بالحياة اليومية للمواطن العربي.
وثمن الجهود التي بذلها الأمين العام السابق للمجلس د.أحمد جويلي، مضيفا: إنه شخصية مرجعية للعمل الاقتصادي والتنموي العربي، وهو من أهم الرجالات التي تركت إسهامات كبيرة وملموسة.
وهنأ الأمين العام الجديد السفير محمد ربيع (يمني الجنسية)، موضحا بأنه شخصية معروفة لدى السلك الدبلوماسي، وبسعة العلاقة، والإسهامات الكبيرة على مستوى المجلس على مدار السنوات الأخيرة.
وتابع: اختيار الربيع لهذا المنصب موفق ويأتي بظرف حساس بعد الخروج من قمة اقتصادية واقتراب قمة تنموية واقتصادية أخرى.
وقد أدى الأمين العام الجديد السفير محمد الربيع يمين القسم، وعاهد الحضور بأن يؤدي واجبات وظيفته بشرف وأمانة.
وقال: يسعدني في هذا المقام الكبير ومن بيت العرب بالتقدير لافتتاح الدورة العادية الحادية والتسعين للمجلس، الذي أقيم لتحقيق الوحدة الاقتصادية لأمة يجمعها التاريخ والدين والجغرافيا والتطلعات.
وأضاف: نتطلع لعودة ليبيا إلى المجلس ولفعالية دور الكويت فيه، وأثناء مشاركتي للاجتماعات التحضرية للقمة العربية في سرت التقيت عددا من المسؤولين الليبيين، وأوضحت أهمية عودة الجماهيرية ولمست اهتمامهم بذلك.
وأشاد بمواقف العراق تجاه المجلس، وبخاصة أن هذا البلد سدد المتأخرات والمستحقات المالية، ما مكن المجلس من تجاوز مشكلة المادية إلى حد كبير.
وقال الربيع: أسأل الله بأن يمكنني من تحمل المسؤولية والأمانة وأن أحظى بثقتكم، ونحن عاقدون العزم ليعود المجلس لدوره الريادي ومكانته المرموقة في منظومة العمل العربي المشترك في إطار المنظمة الأم الجامعة العربية.
واستذكر الربيع أبرز الانجازات للمجلس وبخاصة على صعيد تأسيس أول مركز للإحصاء العربي وقدم معنونات فنية للأجهزة العربية، وإطلاق 4 شركات عربية متخصصة لها ثقلها حتى الآن، ووضع خارطة للاستثمار تغطي مختلف أرجاء العالم العربي، وإنشاء أكاديميات متخصصة في مختلف المجالات الاقتصادية والتكنولوجية.
وأكد ضرورة التعاون لإقامة تكتل للمؤسسات المعنية بالجانب الاقتصادي، وبدعم من الجامعة العربية وبالتعاون مع مدراء المنظمات العربية المتخصصة لتكاتف الجهود لتحقيق طموحات الشعوب العربية.
وأوضح أن الأمانة العامة للمجلس ستركز خلال الفترة المقبلة بالاستناد بالبعد عن المركزية والترحيب بالنقد البناء، مضيفا: هناك الكثير من الأفكار لاستقطاب الموارد المادية للمجلس.
كما حيا سلفه الدكتور أحمد جويلي، مؤكدا بأنه قدم لمجلس الوحدة الاقتصادية خدمات جليلة، ونتمنى له الخير والتوفيق، وسنسترشد بأفكاره وعلمه الرفيع.
من جهته نقل السفير د. محمد التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في الجامعة العربية، تحيات أمين عام الجامعة عمرو موسى.
وقال: نلتقي اليوم ونحن في منعطف خطير في ظل أزمة اقتصادية خانقة في العالم، ويأتي هنا أهمية دور مجلس الوحدة الاقتصادية باعتباره منظومة أساسية في الجامعة العربية.
وذّكر أن القمة العربية في الكويت اتخذت عددا من القرارات الأساسية منها الاتحاد الجمركي والتخلص من منطقة التجارة الحرة، والتجارة البينية لا تزيد عن 10%.
واعتبر أن مجلس الوحدة هام، في العمل العربي، و 'قمة سرت الاستثنائية تتحدث عن تطوير الجامعة العربية في 3 منظومات، ونأمل بأن يكون هذا التغيير في صالح العمل العربي المشترك'.
وقال: بعد عشرين سنة من هيكلة الجامعة سننظر في أفكار جديدة لتطوير العمل، ومن هنا نطالب مجلس الوحدة بالنظر بالاتحادات.
وأضاف: 'الدكتور جويلي قاد المجلس بظروف صعبة جدا، والشخص عندما تنتهي فترة عمله لا ينتهي علمه، والاستفادة من خبرته'.
وتمنى أن يكون السفير محمد ربيع خير خلف لخير سلف، وأن نخطو بشكل ثابت نحو الاتحاد الجمركي، وتحقيق السوق العربية المشتركة.
وبارك وزير التجارة والصناعة اليمني محمد يحيى المتوكل للسفير محمد الربيع لتوليه المنصب، ودعا الله أن يوفقه وزملاؤه في أعمالهم وترجمة البرامج، 'واغتنم المناسبة لأقدم التحيات للحكومات الشقيقة على دعمكم لمرشح اليمن، وأخص بالذكر مصر حكومة ورئاسة وشعبا'.
وثمن الدور الذي قام به الجويلي، رغم صعوبات المرحلة، والواقع والانجازات تتحدث عن نفسها من إنشاء الاتحادات العربية المتخصصة وآليات تنمية التجارة والاستثمار والتحضير للقمم الاقتصادية، وإنشاء الأكاديميات المتخصصة.
كما عبر سفير فلسطين في مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية الدكتور بركات الفرا، عن حبه وإخلاصه وعن المحبة والتقدير للأمين العام للمجلس شكرنا لما قدمه للمجلس خلال الفترة الماضية، وعندما جاء للمجلس كان بحالة انهيار شبه تام.
وقال: الآن المجلس بحال أفضل، 'فلك كل التحية على ما بذلته من جهد خلال الفترة الماضية، فأنت من أوائل من عملوا بالعمل العربي المشترك، وعلمتنا الكثير وكنت مخلصا لأمتك'.
كما تقدم الفرا بالشكر للسفير محمد الربيع، وقال: لقد عرفناه جيدا، وهو حريص دائما على أن يقوم بواجبه القومي.
وشدد على ضرورة إجراء تغيير في المجلس حتى لا يكرر ما هو قائم في إطار المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ولا بد من أن نعطيه دورا مميزا، وأن يكون دائما إضافة للأمة في المجال الاقتصادي، ومن هنا لا بد من دعم المجلس بكوادر متخصصة عالية الكفاءة.
وأكد على ضرورة دفع الدول العربية المتأخرات المالية، كي يتمكن المجلس من التواصل، ولتسديد مستحقات من أحيلوا للتقاعد،
وأوضح الدكتور أحمد جويلي رئيس المجلس السابق، أن لهذا المجلس دورا بارزا في إنشاء السوق العربية، والبوابة الالكترونية، وفي مجالات المواصلات، وتعزيز التجارة البينية العربية.
وأوضح أهمية الاتحادات العربية النوعية في العمل العربي المشترك، مبرزا دور المجلس في دعم الاستثمار.
وقال: إن الاستثمار بين الدول العربية تحسن بشكل ملحوظ ازداد من مليار واحد عام 2000 إلى 25 مليار عام 2006م، المجالات تفتح مجالات.
وشدد على أهمية الوصول للاتحاد الجمركي عام 2015، وأن يبقى المجلس مؤسسة عربية ذات رسالة واضحة، وقال: 'من هنا يجب المحافظة عليه ودعمه في تجاوز أزمته المالية، وتقدم بالشكر للمندوبين'.
وتمنى جويلي التوفيق للسفير في عمله، مؤكدا أن لديه الخبرة الكافية لتبوأ هذا المنصب المهم.
وقد استعرض رئيس الاتحادات العربية المتخصصة إنجازات هذه الاتحادات، ودور المنظمات العربية المتخصصة في دعم عجلة الاقتصاد في البلاد العربية.
وشدد على ضرورة الوصول للسوق العربية المشتركة، وتعزيز التجارة البينية التي لا تتعدى أكثر من 10% داعيا لتحرير تجارة الخدمات بين البلاد العربية.
ومن الجدير ذكره بأن المجلس سيناقش هذا اليوم قرارا مهما يتعلق بتقديم الدعم لأبناء الشعب الفلسطيني، والعمل على كسر حصار قطاع غزة، وكذلك دعم جهود ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، والمسؤولين عن الهجوم على أسطول الحرية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق